الحصبة
هو، بالاساس، التهاب في المسالك الهوائية التنفسية يسببه فيروس معد جدا.
الاعراض
السعال، الزكام، تهيج العينين واحمرارهما، اوجاع في الحلق، ارتفاع درجة الحرارة وطفح بشكل بقع حمراء تظهر على الجلد.
الاعراض المصاحبة لمرض الحصبة تظهر بعد 10- 12 يوما من التعرض للفيروس.
وتشمل هذه الاعراض:
- الحمى
- السعال الجاف
- الزكام وافرازات مخاطية غزيرة من الانف
- التهاب الملتحمة
- ارجية (حساسية) زائدة للضوء
- ظهور نقاط صغيرة بيضاء اللون، ذات مركز ابيض / مزرقـة تظهر، عادة، داخل الفم، في الجهة الداخلية من الخدين، وتدعى بقـع كوبليك
- ظهور طفح في الجلد يتكون من بقع كبيرة حمراء اللون تتداخل احيانا في بعضها البعض.
أسباب وعوامل خطر الحصبة
العامل المسؤول عن نشوء مرض الحصبة هو فيروس. فيروس الحصبة هو فيروس معد جدا، حتى انه اذا اصيب شخص ما بهذا الفيروس، فسوف ينقل مرض الحصبة الى ما يقارب 90% من الذين حوله، من غير الملقـحين ضد الفيروس، وسيصابون بداء الحصبة. يعيش هذا الفيروس في الجيوب الانفية وفي الفم لدى الطفل، او البالغ، المصاب بداء الحصبة. والشخص المصاب بداء الحصبة يمكن ان ينقله الى من حوله في فترة تتراوح بين اربعة ايام قبل ظهور الطفح حتى اربعة ايام بعد ظهوره.
عندما يسعل الشخص المصاب بداء الحصبة، يعطس او يتكلم، تنتشر قطرات صغيرة من اللعاب الحاملة للفيروس في الهواء، وهكذا يمكن ان يستنشقها كل من يتواجد في المكان نفسه.
كما يمكن لهذه القطرات الحاملة للفيروس ان تتساقط على اسطح اماكن تحيط بالشخص المصاب، حيث يبقى الفيروس فعالا ومعديا لمدة تصل حتى 4 ساعات. وهكذا يمكن حدوث العدوى بالفيروس عن طريق ادخال الاصابع الى داخل الفم او الانف بعد لمس السطح الملوث بالفيروس.
عند دخول الفيروس الى الجسم، يبدا بالتكاثر في خلايا النسيج المخاطية في الحنجرة والرئتين. بعد ذلك ينتشر الفيروس في كل انحاء الجسم، بما في ذلك الجهاز التنفسي والجلد.
داء الحصبة معد جدا. اي اتصال مع شخص حامل للفيروس يمكن ان يسبب الاصابة بداء الحصبة لدى الاشخاص غير الملقـحين ضد الفيروس. وتؤكد مراكز مكافحة الامراض والوقاية في الولايات المتحدة الامريكية ان عدد حالات الاصابة بمرض الحصبة يزداد باستمرار، وخاصة بين الاشخاص غير الملقـحين ضد الفيروس.
اذا كان شخص ما قد اصيب من قبل، في الماضي، بمرض الحصبة، فان جسمه ينتج اضدادا في جهاز المناعة لمحاربة التلوث، ما يعني انه لا يمكن ان يصاب بالحصبة مرة ثانية.
وداء الحصبة اكثر انتشارا في الدول النامية، وخاصة في المجتمعات التي تعاني من النقص في فيتامين ا بسبب سوء التغذية .
علاج الحصبة
لا يوجد علاج يساعد في التخلص من داء الحصبة عندما يكون داء الحصبة في مرحلته الفعالة. لكن، بالامكان اعطاء الرضع غير الملقحين ضد الفيروس اللقاح بعد نحو 72 ساعة تقريبا من التعرض الى الفيروس، بغية تزويدهم بالمناعة الضرورية ضد الفيروس.
النساء الحوامل، الاطفال والاشخاص ذوو جهاز المناعة الضعيف الذين تعرضوا لفيروس الحصبة يمكنهم ان يحصلوا على حقن البروتينات (الاضداد) التي قد تساعد في محاربة الفيروس. اللقاح يدعى مصل مناعي على اساس الغلوبولين .
هذه الحقنة تعطى على مدار 6 ايام من لحظة التعرض الى فيروس الحصبة، اذ تستطيع هذه الاضداد ان تساعد في منع الاصابة بداء الحصبة او تخفف من حدة الاعراض المرافقة لداء الحصبة.
اذا كانت الاصابة بمرض الحصبة مصحوبة باصابة، ايضا، بعدوى جرثومية ، مثل الالتهاب الرئوي او التهاب الاذن ، فقد يقرر الطبيب المعالج المعالجة بواسطة مضادات حيوية . اما الاطفال الذين يضطرون الى الرقود في المستشفى من جراء الاصابة بمرض الحصبة سوف يتحسنون فور تناول دواء غني بفيتامين ا .
ولان داء الحصبة معد جدا، فان عزل المصاب به يمكن ان يشكل اجراء علاجيا اضافيا في مواجهة داء الحصبة، اذ يتم عزل المريض لمدة تمتد من 4 ايام قبل ظهور الطفح وحتى 4 ايام بعد ظهوره، كما يفضل ان لا يعمل المصابون بالحصبة قرب اشخاص اخرين خلال هذه المدة الزمنية.
بالاضافة الى ذلك، من المفضل ايضا ان يتم ابعاد المصاب بالحصبة عن الاشخاص المحيطين، مثل الاخوة والاخوات غير الملقحين ضد فيروس الحصبة.
الوقاية من الحصبة
التطعيم ضد داء الحصبة يعطى، بشكل عام، كلقاح مدمج في "تطعيم ثلاثي" يشمل، ايضا، لقاحين ضد مرضي الحصبة الالمانية / الحميراء والنكاف . هذا اللقاح مكون من التركيبة الاكثر فعالية ومامونية لكل واحد من هذه التطعيمات. يتم انتاج اللقاح عن طريق تناول الفيروس المسؤول عن نشوء مرض الحصبة من حنجرة شخص مصاب بداء الحصبة، وجعله يتكاثر في خلايا جنين الدجاج في المختبر.
عندما يعطى فيروس الحصبة المجدد لطفل في اطار التطعيم الثلاثي ، فانه يتكاثر مسببا عدوى غير ضارة، حتى قبل ان يحاول الجهاز المناعي القضاء عليه. هذه العدوى غير الضارة تؤدي الى تكوين مناعة ضد فيروس الحصبة لدى 95% من الاطفال لمدى الحياة.
ولكن، من المفضل اعطاء وجبة ثانية للقاح مرة ثانية لكي يتم تطعيم الاخرين (الـ 5%) الذين لم يكونوا مناعة في التطعيم الاول، ولتحفيز جهاز المناعة ضد داء الحصبة لدى الـ 95% الاخرين.
الاعراض الجانبية للتطعيم:
الغالبية الساحقة من الذين يحصلون على اللقاح ضد مرض الحصبة لا يواجهون اية اعراض جانبية. لكن 10% من الذين يحصلون على اللقاح، عادة، يعانون من الحمى لمدة تتراوح بين 5 ايام الى 12 يوما بعد تلقي اللقاح، فيما يصاب 5% تقريبا بطفح خفيف. اقل من شخص واحد من بين مليون يمكن ان تظهر لديهم ردة فعل ارجية للقاح.
في الماضي، كان يعتقد بان الاشخاص الذين يعانون من ارجية / حساسية للبيض لا يمكنهم تلقي اللقاح الذي مصدره من جنين الدجاج، مثل التطعيم ضد الحصبة. ولكن ثبتت عدم صحة هذا الاعتقاد. فالاشخاص الذين لديهم ارجية للبيض يمكن ان يتلقوا اللقاح ضد الحصبة واللقاح الثلاثي بامان.